بوادر نشوب أزمة حادة بين مصر والسعودية على خلفية القرارات التى أصدرتها الأخيرة بتقليص المدة المسموح بها لتأشيرة العمرة خلال شهر رمضان إلى 15 يوما فقط منذ وصول المعتمر إلى الأراضى السعودية بدلا من شهر، وسيؤدى ذلك إلى حرمان نحو 150 ألف معتمر من أداء عمرة رمضان، كما سيؤدى إلى إلغاء تعاقدات كانت الشركات السياحية أبرمتها مع أطراف عديدة منذ بداية العام، ومنها فنادق ووحدات سكنية كاملة ومن المتوقع أن تتجاوز الخسائر 700مليون جنيه.
ورغم التصريحات الصادرة من الدكتور بندر حجار وزير الحج بالمملكة العربية السعودية خلال لقائه بوزير السياحة هشام زعزوع والوافد المرافق له بالسعودية مؤخرا، عن عدم اعتزام السعودية بتخفيض حصة مصر من تأشيرات العمرة خلال شهر رمضان، والاتفاق على تشكيل لجنة من الجانبين لمناقشة الترتيبات اللازمة لاستكمال موسم العمرة الحالى، إلا أن التصريحات كانت بمثابة حبر على ورق فلم تمر على الزيارة إلا أيام قليلة، وقامت السلطات السعودية بتوجيه صفعة لقطاع السياحة بصدور تلك القرارات التى ستؤدى إلى خراب "بيوت شركات السياحة" وارتباك لشركات الطيران الناقلة للمعتمرين.
وأعرب عدد من شركات السياحة المنظمة لرحلات العمرة عن استيائهم من القرارات المفاجئة للسلطات السعودية من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك"، قائلين إن هناك اتفاقا تم بين الجانبين المصرى والسعودى ولم يفعل، والجميع فوجئوا بالقرارات التى صدرت للمعتمرين المصريين فقط، فلم يعمم القرار على باقى الدول الإسلامية الأخرى حتى كتابة هذه السطور.
وأكدت الشركات أن السلطات السعودية من حقها إصدار القرارات التنظيمية التى تراها لتحقيق صالح ضيوف الرحمن من المعتمرين، وفى ظل التوسعات الكبيرة التى ترجيها حكومة خادم الحرمين الشريفين بالمسجد الحرام والمناطق المحيطة به، إلا أن من حق الشركات أيضا إخطارها بالقرارات التنظيمية المهمة مبكرا وقبل موعد رحلات العمرة بوقت كاف منعا لحدوث أية مشاكل لشركة السياحة المصرية ووكيلها السعودى بالمملكة .
وتوقعت الشركات أن يتم حرمان نحو 150 ألف معتمر من أداء عمرة رمضان، على خلفية القرارات التنظيمية للسعودية، موضحين أن المعتمر المصرى يفضل قضاء شهر رمضان كاملا وختام القرآن الكريم مما يعنى حدوث تكدس فى رحلات الطيران، مما سيتطلب إعادة خريطة رحلات سفر وعودة المعتمرين من جديد فى ظل القرارات الأخيرة.
وأبدت الشركات تخوفها من تكرار أزمة سقوط سيستم "موقع إنجاز" والخاص بالتأشيرات، حيث أكدت وزارة الحج السعودى أنه سيتم توزيع عدد التأشيرات للشركة السياحية على أيام الشهر وتحديد حصة محددة من التأشيرات للتنفيذ فى اليوم الواحد، على أنه فى حالة إذا ما لم تنفذ الشركة حصتها لليوم فإنه لا يتم ترحيلها إلى أيام تالية حرصاً على عدم إحداث تكدس فى الحرم المكى الشريف.
يذكر أن السلطات السعودية أصدرت قرارات تنظيمية مفاجئة لجميع الشركات السياحة المصرية المنظمة لرحلات العمرة والتى تتضمن اقتصار المدة المسوح بها للتأشيرة إلى 15 يوما فقط منذ وصول المعتمر إلى الأراضى السعودية وحتى مغادرته لها بعد أداء العمرة خلال شهرى شعبان ورمضان، كما تلزم الضوابط التنظيمية الجديدة المعتمر بالسفر إلى الأراضى المقدسة خلال أسبوعين فقط من حصوله على التأشيرة.